تميز بقدرته على آداء عدد كبير من الأغاني اليمنية، يغرد اليوم في أكثر من مسرح عربي، ويطرب بصوته وعزفه جمهور من دول وأصقاع مختلفة.
الفنان حسين محب هو ضيف حوار منصتي “المنتدى العربي للفنون و عن كثب“، ضمن الحوارات التي تنفرد بها المنصتين احتفاء بنجوم ورموز الفن تزامناً مع “يوم الأغنية اليمنية”.
نجاح الفنان حسين محب مكنه دون غيره من أبناء جيله من النجاح وتجاوز الشهرة المحلية ليحلق عالياً في سماء الفن والطرب العربي، وانتزع اعترافاً رسمياً من الحكومة اليمنية التي عينته العام الماضي بقرار جمهوري مديراً للمركز الثقافي اليمني في جمهورية مصر العربية.
أول ظهور
ما لا يعرفه أغلب الناس أن بداية الفنان حسين محب كانت من مسرح المركز الثقافي اليمني عندما كانت صنعاء عاصمة الثقافة العربية في العام 2004م، حيث مثلت احدى الفعاليات حينها أول ظهور وأول مشاركة له أمام الجمهور.
لينتقل كغيره من الفنانين إلى “خيام وصالات الأعراس” التي يطلق عليها الفنان محب تسمية “المسرح الصغير” كما يعتبره المنبر الوحيد الذي يبرز فيه الفنانين اليمنيين وخاصة في العاصمة صنعاء.
ومرحلة الغناء في صالات الأعراس هي تجربة مختلفة كما يقول محب الذي أكد بقوله “خضت هذه التجربة وتعلمت فيها الكثير، ولولاها لما استطعت تحمل التعب والعناء الذي يمكن أن يواجه أي فنان، وبالرغم من كونها مرحلة شاقة ومضنية إلا أني خرجت منها بحصيلة وتجربة ممتازة، ولا شك بأنها احدى محطاتي كفنان وقد حاولت قدر الإمكان الاستفادة منها وجعلها محطة نجاح وإن بنسبة معينة”.
غربة مُحب
سافر الفنان محب قبل سنوات قليلة ليبدأ رحلة نجاح أكبر وأوسع على مستوى الوطن العربي، ليصبح أحد أبناء اليمن الذين دفعتهم الظروف للاغتراب، غير أن ما يتميز به كفنان ربما لم تجعله كأي مغترب عادي، فقد دشن بغربته رحلة نجاح جديدة.
“أضافت لي الغربة الكثير من الخبرة والعلاقات مع الجمهور غير اليمني والتعرف على الكثير من المنتجين والموزعين والموسيقيين ومختلف الفئات الفنية في كافة المجالات خارج اليمن، وأخذت مني شيء كنت متعود عليه، وهو الجمهور الذي كنت قريب منه وكنا نلتقي به يومياً وكان جزءا من العمل الذي أقدمه فقد كان تفاعله معي يشعرني بأنه جزء مني ومن فريق عملي، لقد كنا نشتغل معاً فنان وفرقة وجمهور”.
إلهام وتأثير
هناك ملهم دوماً لأي مبدع، وهنا يكشف الفنان حسين محب عن ملهميه محلياً وعربياً، فعلى المستوى المحلي تأثر بشخصية وتجربة الفنان الراحل محمد حمود الحارثي الذي يؤكد بأنه ينتمي إلى مدرسته الفنية، أما عربياً فتلهمه تجربة الفنان الراحل الأسطورة أبو بكر سالم بلفقيه ولا يزال يستقي منه أبجديات الفن والموسيقى.. إضافة إلى الفنانين محمد عبده وعبد المجيد عبدالله الذين يلهمانه باصرارهما وقدرتهما واستمرار يتهما على النجاح والحفاظ على عليه.
أخضر لمه.. أول الأغاني
وبالعودة لبدايات الفنان حسين محب لم يفوت تذكيرنا بأن أول أغنية له في اليمن كانت ضمن مجموعة من الفنانين في كاسيت واحد وكانت بعنوان “أخضر لمه، وا حالية واعذبة المقبل” وقد حققتا انتشاراً محلياً كبيراً.
أما عربياً فقد وضع قدميه لأول مرة خارج اليمن في “القرية العالمية” في دبي عام 2018حيث مثلت أول وقفة له أما جمهور غير يمني، فهي كما يؤكد “نقلة نوعية على مستوى الخليج والمنطقة، حيث وقفت على المسرح بصحبة فرقة موسيقية كبيرة، ثم في مسرح الراحل أبو بكر سالم بلفقيه في المملكة العربية السعودية في عام 2019”.
يوم الأغنية اليمنية
يقول الفنان حسين محب في حديثه لمنصتي “المنتدى العربي للفنون، وعن كثب“، عن يوم الأغنية اليمنية.. يعرف الجميع بأن الوقت لا يسعنا لتقييم الأغنية اليمنية وكذلك الاحتفاء بها فهي تحتاج لأيام مفتوحة ومجلدات ضخمة بحجم تاريخها وتنوعها وأدواتها وروادها على مر التاريخ.
غير أنه يؤكد الحاجة لمثل هذا اليوم للاحتفاء بالأغنية اليمنية لنعيد لها رونقها ومجدها خاصة وأنها كانت مسيطرة على الجزيرة العربية.
ويضيف “بشكل أو بآخر كان لا بد من يوم للاحتفاء بالأغنية اليمنية، فهي تمثل حضارة وثقافة اليمن ولذلك أنا أشجع وأشكر كل من يدعم هذا اليوم ويحتفي به.”
وعن الفرق بين الجمهور اليمني والعربي يوضح الفنان محب قائلاً “أينما ذهبت ألاحظ بأن الجمهور ينسجم مع أي طرب حتى لو لم يفهم بعض الكلمات مثلاً في مصر، لكنه ينسجم ويطرب باللحن والموسيقى، فالموسيقى والألحان هي التي تلعب الدور الحاسم في إطراب الجمهور وليست الكلمات بالرغم من أهميتها”.
عن فن: رأيك بــ:
الفنان أيوب طارش
هو صوت الأرض والإنسان، وهو من جمع كل الفئات اليمنية وشكلها في أغنية، أيوب تميز بحبه للوطن وعرف عنه تواضعه مع جمهوره ومع كل من اقترب منه أو تعرف عليه، وبالتالي فلن نفيه حقه حتى لو كتبنا عنه مجلدات كاملة.
الفنان الراحل محمد حمود الحارثي
“فنان الملوك” هو اسطورة ومدرسة فنية فريدة من نوعها ولا زلنا نستكشف قدرات وملكات في صوته وفي الفن الذي قدمه خلال حياته المليئة بالفن والطرب.
الفنانة بلقيس فتحي
نموذج نجاح يفتخر به كل اليمنيين، خاصة وأنها تنتمي لليمن ولأحد مدارسها الفنية الرائدة وهو والدها “ملك العود” الموسيقار الكبير أحمد فتحي، ولا شك أن لها مستقبل مشرق على مستوى الوطن العربي.
إشارة
حسين محب فنان وملحن يمني ولد في عام 1985 في قرية العرشي – همدان، يتمتع بشخصية عصامية، بدأ الغناء في 2004، تم تعيينه مديرا للمركز الثقافي اليمني بالقاهرة بقرار جمهوري منتصف العام 2021.