يأمل مؤسِسا صالة عرض متخصصة في الفن الرقمي افتُتِحت في بيروت الخميس، هي الأولى في لبنان، في استقطاب الفنانين الرقميين في بلدهما والمنطقة العربية، من خلال توفير هذه المنصة لهم بعدما كان حضور هذا النوع يقتصر على عروض مشتتة.
ويطمح ألكسندر ريّس (31 عاماً) وشريكته كامي حجّار (25 عاماً) إلى أن يوفرا مساحة تثقيفية تقدم الدعم والمساعدة للفنانين الناشئين في هذا المجال من خلال صالتهما «دي جن آرت»، وهو اختصار لعبارة Digitally Generated Art بالإنجليزية وتعني «الفن المُوَلَّد رقمياً».
ويريد صاحبا المبادرة الشابان ألاّ تكون «مجرّد صالة عرض؛ بل كذلك مساحة ديناميكية تشجّع على تجربة الفن الرقمي»، توفّر مكتبة عن الموضوع وتقيم نشاطات، بينها محاضرات وورش عمل وبحوث.
وتعتزم «دي جن آرت» إقامة معرض بعد نحو ثلاثة أشهر يضم أعمالاً رقمية لفنانين من لبنان ومنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
ويقول ريّس: «أردنا أن نظهر أنه بدلاً من الفرشاة، توجد لوحة المفاتيح. وبدلاً من مختلف ألوان الطلاء وأنواعها، هناك الرموز التي بواسطتها يولد هذا الفن».
ويندمج الفن بالتكنولوجيا في معرض «مرحباً بيروت» الذي تحتضنه الصالة، ويضم أعمالاً تواكب حركة الفن الرقمي وتقنياته من سبعينات القرن العشرين حتى اليوم من مجموعة ريّس الخاصة.
وتنتشر شاشات كبيرة مستطيلة ومربعة تضج بمشاهد متحركة، لكنها صامتة تتبدل كل عشر دقائق، يصفها ريّس بأنها «كالموسيقى التي تُعزَف في الحفلات»، وهي من توقيع الفنان الفرنسي بيار زاندروفيتش الذي جمع صوراً عدة مستعيناً بالذكاء الاصطناعي. وعلى شاشة أخرى، عمل للإيرلندي كيفن أبوش بتقنية التحريك الرقمي.
وتُظهِر بطاقات بريدية عن بيروت نفذها ريّس بنفسه ما يمكن أن يبتكره الترميز والذكاء الاصطناعي. وتوجد أيضاً ملصقات استوحاها الذكاء الاصطناعي من أعمال فنانين لبنانيين كإيتيل عدنان وإيلين الخال.
وفي الطبقة الأولى، يبرز عمل تفاعلي للفنان السويسري ليندر هيرزوغ الذي «باع لوحته في 48 ساعة لأربعة آلاف شخص بثمانية دولارات»، على ما يقول ريّس.
ويضيف: «أصبح بإمكان أي شخص وفي أي مكان الوصول إلى أعمال الفن الرقمي، وأصبحت أسعاره في متناول جميع الفئات».
ويقول خبير الفن التشكيلي صالح بركات، أحد أبرز أصحاب صالات عرض الأعمال الفنية في لبنان: إن «ميزة هذا الفن أن من غير الضروري أن يكون زبائنه موجودين جسدياً في لبنان؛ بل يمكن أن يكونوا في أي مكان من العالم».