تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » لوحة المعافري تفتح النقاش حول واقع التشكيليين اليمنيين

لوحة المعافري تفتح النقاش حول واقع التشكيليين اليمنيين

لوحة المعافري تفتح النقاش حول واقع التشكيليين اليمنيين

خاص/
“أعرض لوحتي للبيع مقابل تلفون بكاميرا للتصوير بدقة عالية وذاكرة كبيرة، أي كان نوع التلفون”.

ما سبق هو منشور الفنان التشكيلي عزيز عبدالحليم المعافري الذي نشره في صفحته على منصة “فيسبوك” مساء الجمعة، مع اللوحة التي عرضها للبيع التي تجسد معاناة النساء في نقل المياه في احدى أرياف محافظة تعز بواسطة الحمير في المناطق الجبلية المحرومة من أبسط الخدمات وعلى رأسها الطرقات.

سرعان ما تم تناقل ومشاركة منشور المعافري _ الذي ذيله بهاشتاق “فنان مضطر للبيع” _ في وسائل التواصل الاجتماعي من قبل النشطاء اليمنيين، البعض شارك بهدف مساعدة الفنان في ايصال عرضه لمن يستطيع شراء لوحته، والبعض شاركه للفت الانتباه الى معاناة يعيشها الفنانيين والمبدعين اليمنيين كفئة منسية داخل الملف اليمني والأزمة الانسانية التي لا زالت تصنف بأنها الأسوأ في العالم.

لوحة المعافري التي عرضها للبيع مقابل تلفون حديث، حظيت باهتمام كبير خلال ساعات ليعلن “بنك الكريمي للتمويل الأصغر” مساء السبت الماضي عن تقديمه جوال Samsung S23 Ultra هدية للمعافري، وكتب البنك في صفحته على الفيسبوك “أنت مبدع ولست #فنانمضطرللبيع”.

وبدلا من أن تنتهي القضية بضمان جهة موثوقة لمنح الفنان الجوال الذي طلبه، دشن منشور البنك الذي قصد به دعم الفنان مرحلة جديدة من الجدل حول واقع التشكيلي اليمني ونتاجه الفني وكيف يتم التعامل معه من قبل الجهات والمؤسسات والشركات ورجال المال والأعمال والمتلقين بشكل عام.

استاء الكثير من النشطاء والمهتمين بالفن من تجاهل البنك للوحة التي أراد الفنان أن يحصل على الجوال كثمن لها، حيث أنه لم يذكرها ولم يبدي أي اهتمام بها وإنما اكتفى بإعلانه تقديم الجوال كهدية، الأمر الذي اعتبره البعض بأنه ترويج بحت ومحاولة استغلال للترند في ظل تسابق الشركات الحالي على الإعلان والترويج في شبكات التواصل، حيث أصبح الترند والقضايا الساخنة هدفاً تسويقيا لها سواءً كان محلياً أو دولياً.

وذهب العديد من النشطاء إلى نشر مقالات أوضحوا فيها بأن بيع الفنان للوحاته أمراً طبيعياً باعتبارها نتاجات لمهنته الفنية، مطالبين رجال المال والشركات والمؤسسات لاقتناء لوحات الفنانين كونها الطريقة الوحيدة لمساعدته وتقديره.

كما حظيت اللوحة التي عرضها المعافري للبيع، بقراءات فنية من قبل كتاب وفنانين ومهتمين، منهم محمد الظافر الذي كتب : ” أنا ابن قرية، أفهم هذه اللوحة جيدًا، أشعر ما هي، وإلى أي مدى تفنّن المبدع، إنها جزء منّي ومن محيطنا الذي نعيشه. لن تدركها أكثر إلا إذا كنت من الريف وعشت هذه الحياة من الداخل. هذا الفن يطيح الجميع أمامه إلا رجل يحمل قلب بوذا. تأملوا اللوحة معي وخلفها التلال السارحة والأفق الممتد بلا نهاية..! أليست يقظة للهروب نحو الطبيعة وأكثر تجسيدًا لها؟ هي تلخيص حياة شعب بمنتهى البساطة؟ وهذا الشعب يبدو أنه منسي من أمور كثيرة. هذا عزيز بطل شعبي، فنان الطبيعة الأول. يُمنَح المجد اللائق أو لا داعي للفن من الأساس”.

تجدر الإشارة إلى أن الفنانا التشكيلي عزيز المعافري يعمل معيداً في كلية الآداب ـ جامعة تعز.