تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » لوحة يمكن تسميتها بـ (الموناليزا اليمنية)

لوحة يمكن تسميتها بـ (الموناليزا اليمنية)

 

محمد سبأ*
أعتقد أن لوحة الراعية للفنان التشكيلي عبد الجبار نعمان لا تقل أهمية عن لوحة الموناليزا التي يُحتفي بها العالم كأهم وأغلى لوحة أنجزتها البشرية وبإعتقادي أن لوحة (الراعية) للفنان التشكيلي عبد الجبار نعمان لا تقل أهمية عن عن الموناليزا وغيرها من اللوحات التشكيلية العالمية إذ أن الفنان عبد الجبار نعمان قد وصل في لوحة (الراعية) إلى أعلى مراتب الإبداع من حيث التقنيات وجودة العمل وإتقان التفاصيل والتوازن والانسجام في الألوان والنسب ناهيك عن الفكرة والموضوع … الخ
وفي هذا الإطار وبكل حياد وموضوعية سنقوم بمقارنة سريعة بين لوحة الموناليزا ليوناردو دافنشي ولوحة الراعية لعبد الجبار نعمان كالآتي: .

أولاً – مركز اللوحة ونقطة السيادة
نُقطة مركز السيادة في لوحة الراعية لنعمان والموناليزا لدافنشي متقاربة جدا وهي الفتاة أو المرأة التي تقف وسط اللوحة وصولاً إلى إتقان حركة الجسد وتوازن النسب والخلفية إذ تظهر المرأة بحركة شبه جانبية للوجة بإتجاه المشاهد في اللوحتين .

ثانياً: الضوء والظل
يظهر الضوء والظل في لوحة الراعية لنعمان بمستوى أعلى وأفضل إتقاناً من الموناليزا ويمكن للمشاهد إدراك ذلك بشكل واضح إذ تظهر مناطق الضوء والظل في لوحة نعمان بطريقة مميزة أبدع فيها إلى حد اللمعان وهو مالم يتقنها دافنشي في لوحة الموناليزا .

ثالثاً: الحركة 
تنبضُ لوحة نعمان (الراعية) بالحركة والحيوية وتظهر بشرتها وكأنها تفيض بالدم والحياه بينما تبدوا لوحة الموناليزا صفراء ميته كأنها جسد مومياء فقدت حيويتها ونظارتها وفي اللوحتين تنظر المرأة إليك إذا وقفت أمامها من أي زاوية إلا أن النظرة في لوحة نعمان أكثر حيوية .

لوحة يمكن تسميتها بـ (الموناليزا اليمنية)

رابعاً : الإنسجام
تنسجم الألوان والعناصر في اللوحة الموناليزا والراعية فيما بينها مع الخلفية وتبدو الألوان أكثر حرارة في لوحة الموناليزا وبالمقابل إنسجام الألوان الحارة والاقل برودة في لوحة الراعية لنعمان وذوبان الجبال مع السحب بأسلوب مميز يعكس الطبيعة والبيئة اليمنيةوهي ذاتها الطريقة التي استخدم فيها اليوناردو دافنشي تنفيذ خلفية الموناليزا في تظهر فيها الطبيعة والجبال في أوربا .

خامساً- الخامات
الخامات المُستخدمة في لوحة الراعية والموناليزا واحدة وهي خامة الألوان الزيتية على قماش سميك ويظهر في اللوحتين تمكن الفنان من الرسم بتقنية الألوان الزيتية بدرجة عالية .

سادساً- الأصالة
الملابس التي ترتديها لوحة الموناليزا تمثل الطبقة الارستقراطية في فلورنسا الايطالية في عصر النهضة بين عامي 1503 و1519 عندما كان يعيش ليوناردوا في فلورنسا الإيطالية وتمثل لوحة الراعية الهوية اليمنية للفتيات والنساء اليمنيات فترة رسم لوحة نعمان بين عامي 1970 الى 1990م تقريبا وكذلك بالنسبة للأزياء فقد كانت متداولة في اليمن حينها إذا يظهر في لوحة الراعية لبس فتاة من تعز اليمن وبيدها ماعز صغيرة في جو رومانسي يعكس جمال المرأة والبيئة اليمنية وهي ترعى الاغنام بين الجبال الخضراء.
وفي الختام مات عبد الجبار نعمان فقيراً في صنعاء اليمن بعد أن أبدع لوحات فنية تشكيلية رائعة لو كانت في بلد آخر لكانت قيمتها ملايين الدولارات وقد توفي من قبله هاشم علي وفؤاد الفتيح وغيرهم وللأسف ضاعت أغلب لوحاتهم ولم يتم حتى إفتتاح متحف لحفظ أعمال هؤلاء الفنانين الرواد ولم يهتم أصحاب القرار في الثقافة والتأريخ اليمني بهذه اللوحات عدا فترة تولي الأستاذ خالد الرويشان الذي سعى جاهداً لدعم حركة الفن التشكيلي ووضع قيمة حقيقية لإنتاج الفنان التشكيلي في فترة توليه وزارة الاعلام والثقافة واقتنى عدد كبير من اللوحات ووضعها في أروقة المؤسسات الحكومية وهي فكرة لائقة لدعم الفن التشكيلي والفنان والحفاظ على لوحاته.

وقبل أن أختم مقالي هذا أتمنى أن يحتفظ كل من يملك لوحة من لوحات الفنانين التشكيلين اليمنيين الرواد في منزله أو مؤسسته وأن يدركوا أهميتها وقيمتها على أمل أن يتم جمع لوحات الفنانين التشكيلين اليمنيين الرواد وحفظها في متحف خاص لتكون إرثاً يمني للأجيال القادمة وليشاهد العالم إبداعات الفنانين التشكيليين في اليمن بإعتبارها جزء
من الإرث والإنتاج الفني والحضاري لليمن .

فنان تشكيلي يمني