تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » الأغنية العربية .. بين الأصالة والتقليد

الأغنية العربية .. بين الأصالة والتقليد

الأغنية العربية .. بين الأصالة والتقليد

 

عبدالله ناصر بجنف
الفنان المرحوم محمد مرشد ناجي ( المرشدي) يعتبر من قلائل الفنانين والذين امتلكوا ثقافة واسعة وله دراسات عن الاغنية اليمنية وأجاد العديد من ألوان الغناء اليمني .فنان قدم العديد من الاعمال الفنية والتي ستبقى خالدة الى الأبد، عاش وعاصر ظروف صعبة في حياته الفنية الطويلة والتي امتدت لأكثر من خمسون عاما واجه خلالها تقلبات سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية وفنية ولكنة ضَل متمسكا بأصالته والتزامه تجاه فن معبر واضح الملامح في رسالتها داخل المجتمع, عاش ومات في أرض شهدت ولادته وبداياته الفنية وتألقه ليس في اليمن بل على مستوى الوطن العربي .

في مقابلة اجرتها معه قناة سلطنة عمان تم توجيه سؤال اليه، متى تعود الأغنية العربية الى قواعدها السالمة ؟ حيث أجاب المرشدي :”الأغنية العربية ما بين عصر وعصر تتعرض للتأثير وهذا شيء طبيعي وحصل هذا في العصر العباسي عندما دخلت الأغنية الفارسية في ذلك الوقت وكان إسحاق الموصلي متمسك بالغناء العربي القديم وبالشعر الرصين وباللحن القديم، فالدولة الأموية ظلت محافظة على الأغنية العربية الأصيلة وعندما انتقلت الى العصر العباسي وعبر إبراهيم المهدي الاخ غير شقيق لهارون الرشيد والذي جاء بلون جديد حيث ادخل الأغنية الفارسية في الأغنية العربية منها الإيقاع السريع وهذا التأثير ليس غريبا ولابد ان يحصل”.

اليوم نرى توغل الإيقاع السريع والفيديو كليب والذي انتشرت بشكل واسع وتحولت الأغنية الى تجارة غرضها جمع المال بالرغم من ووجود أصوات نشاز وكلمات والحان هشة ورديئة لا تعبر عن اي شيء والذي نراه فقط تمايل الأجساد وإظهار المحاسن واستعراض الملابس والاكسسوارات وأصبح من يسمع او يشاهد من يسمون أنفسهم بالمطربين او المطربات في واقعنا اليوم يتحسر للواقع السيء التي وصلت اليه الطرب والموسيقى العربية وليس غريبا من ان نظل ولو للمرة الألف نستمع لأغاني عباقرة الأغنية العربية منهم محمد عبدالوهاب وابوبكر سالم بلفقية وأم كلثوم وصباح فخري ومحمد وردي وفريد الأطرش ومحمد عبده وفيروز وعبدالحليم حافظ ومحمد مرشد ناجي واحمد بن احمد قاسم وآخرين والقائمة طويلة لأنهم عبروا عن أصالة الكلمات واللحن والاداء ولكل عصر جيله.

التأثير والتأثر في الأغنية العربية موجود منذ أمد بعيد نتيجة تفاعلها مع مختلف الحضارات والشعوب, واقع الاغنية العربية حاليا يخضع حسب طلب الجمهور وهنا يدخل عامل الدعاية والترويج وان كانت الأغنية ركيكة وغير قابلة للاستهلاك الذهني والسمعي ويبقى السؤال قائما متى تعود الأغنية العربية الى اصالتها وقواعدها السالمة؟