تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » الفن التشكيلي

الفن التشكيلي

للفنان ردفان المحمدي
للكاتبة مريم أسماعيل

    إذا زرت متحفًا أثريًا ذات يوم، ونظرت إلى جدرانه؛ ستلاحظ بعض الرموز والنقوش والرسومات التي صنعت بدقّة وعناية، ولو دقّقت النظر أكثر فأكثر ستبدأ في التعرُّف على أسلوب حياة هذه الشعوب في وقت من الأوقات، فتلك النقوش قد خلقت لديك انطباعًا وإحساسًا بشخصٍ ما، لم يعُد موجودًا في الوقت الحالي، وببساطة يمكن أن نُطلق على ذلك الفن التشكيلي.

    الفن التشكيلي

    هو ما يُقتبس من الواقع الطبيعيّ، لكن تتم صياغته بطريقة جديدة أي يتم تشكيله بشكل جديد ومختلف عمّا هو في الطبيعة، وتشكيله يكون وفقًا لرؤية الفنان الذي يقتبس أفكاره ومفرداته من واقعه المحيط بناءً على منهجه الخاصّ.

    يتنوع الفنّ التشكيلي وفقًا للمدارس التي ينتمي إليها الفنانين من أمثلة ذلك:

    • المدرسة الواقعية
    • المدرسة الكلاسيكية
    • المدرسة الرومانسية
    • المدرسة الانطباعية
    • المدرسة الرمزية
    • المدرسة الوحشية
    • المدرسة التكعيبية
    • المدرسة التجريدية
    • المدرسة السريالية
    • المدرسة المستقبلية

      أولًا، المدرسة الكلاسيكية:
      جرت العادة أن يُطلق لفظ “كلاسيك” على الشيء القديم أو الشخص المتمسك بالعادات القديمة، ولكن في حقيقة الأمر لفظ “كلاسيك” مفردة يونانية تعني الطراز الأول، أو الممتاز، أو المثل النموذجي، فكانوا يرسمون الرجل والمرأة بشكل مثالي كلاسيك أي الأفضل والأمثل جودة.

      وفي القرن 15 طالب الفنّانون بإيطاليا إحياء الفنون الجميلة الإغريقية والتقاليد الرومانية من نحت، وعمارة، وتصوير؛ لذا ظهر هذا الفن وتجسّد على يد أشهر الفنانين مثل “ليوناردو دافنشي” ولوحته “الموناليزا” و”مايكل أنجلوا” ب “تمثال موسي” ولقّب هذا العصر بالعصر الذهبي، ويعتبر من أزهى عصور النهضة.

      ثانيًا، المدرسة الرومانسية:
      ظهرت في أواخر القرن 18 وأوائل القرن 19، وتعتمد على العاطفة والخيال أكثر من المنطق، فيختار الفنان الرومانسي موضوعات غريبة وغير مألوفة فهو لا يصوّر الحياة اليومية العادية، بل يلجأ إلى عوالم بعيدة من الماضي، ووجّهت هذه المدرسة الضوء على ظلام القرون الوسطى، من أشهر الفنانين “يوجين دي لاكرواه” في لوحة “الحرية تقود الشعب” والفنان “جاريكو” في لوحة “غرق الميدوزا”.

      ثالثًا، المدرسة الوحشية:
      اهتم الوحشيون بالضوء المتجانس والبناء المسطح، واعتمدوا على الشدة اللونية بطبقة واحدة من اللون، وسبب تسميتهم بالوحشية؛ يعود أن مجموعة من الشبان قاموا بعرض لوحاتهم بجانب لوحات الفنان الشهير “دوناتللو” فقال الفنان “لويس فوكسيل” عقب رؤيته للوحات: “يبدو أن دونايلوا بين الوحوش”، ويعود السبب في هذه التسمية أيضًا أنهم طغوا على الأساليب القديمة المتعارف عليها، ومن أشهر الفنانين “هنري ماتيس”.

      رابعًا، المدرسة السريالية:
      اعتمدت على البُعد عن الحقيقة، وإطلاق الأفكار المكبوتة، والتصورات الخيالية، وسيطرة الأحلام، من أشهر الفنانين الفنان “محسن عطية” في لوحة “تعجل”.

      خامسًا، المدرسة التجريدية:
      اهتمت بالفنّ الطبيعي ورؤيته من زاوية هندسية، فالتجريد يعني التخلُّص من كل آثار الواقع، فالجسم الكروي تجريد لعدد كبير من الأشياء، مثل: التفاحة والشمس، ومن الفنانين “كاندينسكي” و “محسن عطية” في لوحة “سحر الألوان”.

      سادسًا، المدرسة الواقعية:
      هي نقل الواقع الموجود بطريقة فنية طبق الأصل كصورة فوتوغرافية تلتقطها عين الفنان بالأبعاد والتفاصيل، وقال فونتانه: “الواقعية هي انعكاس للحياة”، من أشهر الفنانين “كوربيه” في لوحتي “المرسم” و”الجناز”.

      سابعًا، المدرسة الانطباعية:
      بدأت حينما قرَّر الفنان حمل مرسمه والخروج به إلى الطبيعة، وتميّزت بإبراز العناصر الطبيعية كالنور والظل مثل لوحة الفنان الفرنسي “كلود مونيه” وهي “انطباع شروق الشمس”.

      ثامنًا، المدرسة الرمزية:
      اعتمدت على الترميز في الرسم، والتخلي عن التصوير طبق الأصل، وتأثر اتباع هذه المدرسة بـ “شارل بودلير” -شاعر وناقد فرنسي-.

      تاسعًا، المدرسة التكعيبية:
      اتخذت الأشكال الهندسية شكلًا لها وأساسًا لبناء العمل الفني، من أشهر الفنانين “بابلو بيكاسو” في لوحة “المرأة الباكية”.

      عاشرًا، المدرسة المستقبلية:
      كانت تهدف لمقاومة الماضي؛ ولهذا سميت بالمستقبلية، واهتمّت بالتغيير المستمر الذي عبّر عنه الفنانون بالحركة والسرعة، لذا تمكَّنت هذه المدرسة من إيجاد شكلٍ مناسبٍ للعصر الذي نعيش به.

    لذلك من الضروري أن تبدأ الآن في محاولة فهم الفن التشكيلي؛ لأن الحكم الصحيح على أيّ عمل تشكيلي يشبه إلى حدٍ كبير في مجمله الحكم على قطعة تعبير أدبية، فلا يكفي أبدًا وضوح الموضوع لترتقي القطعة إلى مصاف العمل الفني الأدبي، لذا فإن المشاهدة المستمرة وكثرة التردّد على المتاحف، والمعارض؛ لرؤية أعمال فنية ذات أساليب مختلفة، ومناهج في التعبير متباينة، هما الوسيلة المُثلى التي ستؤدّي إلى رفع القدرة على تذوق جماليات الشكل.