تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » عصر الصورة

عصر الصورة

للكاتب أحمد هادي
احمد هادي
 

    تعتبر الصورة البصرية من أهم وسائل التواصل الوجداني، فهي لا تخاطب حاسة البصر فحسب، بل إنها تخاطب البصيرة أيضًا فتثير الوجدان والمشاعر والأحاسيس والعواطف وتثير الانفعالات والغرائز أكثر مما تخاطب العقل، ولعل هذا سرّ الاستمتاع بها، فهي أداة إتصال وتواصل رئيسية وفعالة بين المرسل والمستقبل تمتاز بأسلوب شفاف وجذاب يختصر القواميس والمعاجم اللغوية وتصل وجدان المتلقي مباشرة ولا تحتاج إلى ترجمة نظراً لسهولة تلقيها واستيعابها، فقدرة الرسالة البصرية على إثراء المعنى وإيصاله الفكرة أكثر مما يقوم به الكلمة المكتوب أو المسموعة، فثقافة الكلمة المكتوبة الوجدانية تكاد تكون للنخبة أما ثقافة الصورة الوجدانية متاحة للجميع.

    وله العديد من الوظائف التي يمكن أن تستخدم في مجال التواصل الوجداني والتعبير عما يجول في الخاطر من مشاعر وأحاسيس وتعبيرات وجدانية، إضافة إلى قدرته في تدعيم النصوص المكتوبة وتأكيد المعاني والأفكار الواردة في النصوص المكتوبة في جميع المجالات الإبداعيّة والعلمية، وكذلك توجيه انفعالات المشاهد وأحاسيسه نحو موضوع معين أو قضية معينة واقناعه.

    فالصورة لا تكذب حسب المفهوم المعروف والمتفق عليه بين الجمهور، وخصوصاً إذا ما تم نقلها بدون تحوير أو تزييف وتشويه وتحريف عن حقيقتها الموضوعية.

    سلبيات توظيف واستخدام الصورة البصرية:

    برغم الاستخدامات الإيجابية المتعددة في شتي مجالات الحياة الإنسانية، في عصر يطلق عليه بأنه عصر الصورة، إلا أنها تستخدم أحيانًا بشكل سلبي، وتحويرها وتزييفها من قبل البعض لعدة أغراض مثل خداع الجمهور وتضليله وكذلك في التزوير والتشوية والتشهير، فهي سلاح ذو حدين يمكن أن تستخدم بشكل إيجابي أو سلبي.

    فقد أصبح مصطلح (الصورة لا تكذب) تعريف غير منطقي للمعنى الحقيقي للصورة فالصورة قد تكذب أحياناً عندما يتم تحوير ها وتزييفها،

    وخصوصاً في عصرنا الحالي الذي يشهد تقدم في التكنولوجيا الحديثة والثورة الرقمية في وسائل التواصل الإجتماعي المختلفة والإنترنت وأجهزة وبرامج الكمبيوتر، واستخدام خوارزميـات الـذكاء الاصطناعي وتعلــم الآلة وبرامج التزييف العميق.