تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » قراءة تشكيلية في أعمال الفنان بدر الجبيل

قراءة تشكيلية في أعمال الفنان بدر الجبيل

للكاتب أحمد هادي
احمد هادي
 

    البطاقة التعريفية

    الاسم: بدر جويعد الجبيل.
    تاريخ الميلاد: 1389 هجرية.
    مكان الميلاد: محافظة الرس المملكة العربية السعودية.
    العمل: مدرب تربية فنيَّة محافظة الرس.

    المشاركات

      شارك في معظم معارض رعاية الشباب:

    • معرض جمعية الثقافة والفنون بالقصيم 1407 هجرية.
    • معرض التربية الفنيَّة 1408 هجرية.
    • معرض القضية الفلسطينية 1409 هجرية.
    • معرض جمعية الثقافة والفنون بالدمام 1410 هجرية.
    • عضو في جمعية أصدقاء الريشة وحاصل على العديد من الجوائز والدروع، ولديه العديد من الأعمال التي تم اقتنائها من قبل جهات ودوائر حكومية وفنانين ورجال أعمال.
    • المقدمة

      ما يميِّز تجربة الفنان بدر الجبيل هو براعة الفَنّان في الغَوص بالضوء والاحتفاء به، وجعل أشعته تقودنا إلى الإحساس بتحولات اللون وتأثيراته، حيث تأخذنا مناخاته الضوئية إلى تأملات حسية مبهجة مستمتعين بجمال الطبيعة وسحرها، إضافة إلى إدراك ووعي للقيم الجمالية، وهذا جعله قادرًا على أن يجسد ويشخص جمال الطبيعة، ليس في صورتها المألوفة أو من خلال محاكاتها بشكلها الواقعي، وإنما من خلال إضافة جمال مشاعره وأحاسيسه وانطباعاته عليها، والتي يربطها بحالته المزاجية والنفسية، مما يمكنه من تجاوز المحاكاة، والوصول إلى نوع من التجريد الانطباعي… مستندًا على رؤيته الجمالية وبلاغة لغته البصرية.

      هندسة الضوء واللون في أعمال بدر

      تكّمن أهميّة الضوء عند بدر، وذلك لأنه يقوم مع درجات اللون باستنباط القيم الجمالية في اللوحة ولأنه يثير بواعث الإحساس بالجمال والبهجة، ولأنه يمنح العمل الفني نوعًا من الحركة على اعتبار أن اللون بطبيعته مثير للحركة، والحركة تقوم بتوليد للون، مما ينتج عن هذا التبادل الإيِقاعيّ.

      تبادل إيقاعيٍّ متعدد بين الفنّان وبين المتّلقي عبر وسيطهُ الفنّي.
      وهذا ما أشار إليه الفيلسوف (رينيه وينج) بقوله: (إن المعنى الروحي للضوء يتجاوز الرؤية المادية للعين إلى رؤية أعمق داخل أحاسيس الإنسان لكي يبرز الحقيقة الروحية له).
      فالفنان بدر الجبيل يتميَّز في لوحاته بتوزيعه المدّرك للموجات الضوئية وتواترها، وجعلها هي من تحدد طبيعة الألوان ودرجة كثافتها، فنحن لا ندرك اللون إلا من خلال تحاوره وتعانقه مع الضوء إضافة إلى أن هذا التصور الانطباعي جعل تحول اللون، من كونه لوناً وصفياً يحدد ظواهر الأشياء إلى لون مستقل ودينامي، وذو قيمة ذاتية وجوهرية في اللوحة.

      حيث إن هذا الجانب من حركة الإبداع التشكيلي المعاصر قد أصبح العمل الفني عبارة عن نشاط لوني دائم ومتحرك لدرجة دفعت رواد هذا الاتجاه إلى تجزئة اللمسة اللونية إلى أجزاء صغيرة من خلال الضربات المتجاورة والمتتالية للفرشاة مع بعضها البعض بحسب تآلفها، بحيث يتم مزج الألوان بصرياً على اللوحة بتدرجات حتى في أصغر الأجزاء، وفي لوحة الفنان بدر الجبيل التي أطلق عليها اسم (شارع الفن) نلاحظ سيادة اللون البنفسجي مما يعطي دلالة ورمزية عن شخصية الفنان والصفات التي يتميَّز بها مثل الحماسة والإثارة الذكاء، فهو لون الإبداع والابتكار والانطلاق إلى الحياة إضافة إلى كونه لون دال على هوية الفنان وارتباطه بالزمان والمكان.

      ولعل الفنان التشكيلي السعودي ضياء عزيز من أبرز رواد هذا الاتجاه في عصرنا الحالي الذي استطاع أن ينحّى بعيداً برؤيته الفنية وفلسفته الجمالية مكوناً له مسلكاً تشكيلياً رائداً وفريداً ومدرسة فنية خاصة به، ويمكن تصنيف الفنان بدر الجبيل مع كلود مانية وضياء عزيز والذي نلاحظ تأثره بهم.