قراءة وانطباع للوحة العشة الجيزانية للفنان أسامة أبوطالب وتعبتر اللوحة أيقونة ورمز التراث الحضاري للمملكة العربية السعودية مقاس اللوحة :50*60 ألوان زيتية
أولاً :وصف اللوحة
اللوحة عبارة عن مشهد لمنظر طبيعي مكون من ثلاثة أجزاء متساوية حيث نشاهد في الثلت الأعلى من اللوحة منظر لجبال وتهايم خضراء بينما الثلت الثاني وسط اللوحة تم توزيع العشش الخمس في اللوحة بشكل متناسق من الأكبر إلى الأصغر والثلث الثالث مقدمة اللوحة نشاهد مسطحات خضراء من أشجار المنطقة على ما يبدو أنها بعض من غصون الفل الكاذي والمشموم والورود الذي تشتهر به جازان.
ثانياً :التفسير
في ما يبدو أن الفنان قد استلهم المشهد من ذاكرته ومن تلك الصور التي في مخيلته لمنطقة جازان التي تتميز بجمال مناظرها الطبيعة الخلابة، وكذلك بجمال فنها المعماري في بناء المنازل والتي تسمى العشة الجيزانية، والتي تشتهر بها المناطق التهامية في اليمن والمملكة العربية السعودية.
ثالثاً :الشكل والمضمون
ما يميز لوحات ابو طالب الواقعية هو قدرته على اكساب العمل قيمة ذاتيه، من خلال طريقته في استخدام المساحات الألوان وقيمتها البعدية والدينماكية، وتقديم عمل فني برؤية مختلفة وفق معايير تقوم على التجديد والمعاصرة كما هو حاصل في الأنماط التعبيرية الحديثة كالواقعية الحديثة والمطورة، والتي استفادت من التقدم العملي والتقني والفني في دراسته الألوان والضوء وما تم ابتكره من أدوات وخامات جديدة ومتطورة ففي لوحاته التي تنتمي إلى المدرسة الواقعية نشاهد أن الفنان يتجه نحو العالم من حوله الواقع الذي يعايشه والذي يجد فيه مواضيع ملهمه للوحاته، كالعشة الجيزانية أيقونة ورمز التراث الحضاري للمملكة العربية السعودية
رابعاً :القيم الجمالية الظاهرة والخفية في اللوحة
يتكى الفنان في تعامله مع الوسيط الفني على تجربته الطويلة وخبراته السابقة التي جعلته قادر على تطويع فكرته واخضاعها والتحكم في نشاطه الفني بكل إدراك ووعي، للخصائص والسمات الجمالية في عمله الفني حيث يسعى من خلال معطيات إدراكية واعية أن يمزج بين المشهد وروح الفنان باحساس عالي للون والإضاءة وهذا الطريقة والأسلوب في الأعمال الفنية الواقعية الحديثة هي نتاج أدى إلى تجدد الرؤية البصرية والجمالية في الانطبعات الحديثة للعالم المرئي لهذا الاتجاه الذين يهدفون إلى ملامسة الإحساس بالاضاءة واللون والاهتمام بالتأثير الدقيق الذي يلعبه الضوء المنعكس على الأسطح حيث يصبح الضوء الغير محسوس مادياً ملموس وهذا أهم موضوع في العمل و ليس العمل فكرة وموضوع فقط بل هي إضاءة ولون أيضاً
أضف إلى ذلك يسعى الفنان إلى إضافة ما عجزت الكاميرا من إضافته وهذه الإضافات دقيقة جداً، على اعتبار أن للكاميرا عين واحده وللفنان عينان وان عدسة العين البشرية أعمق وأكثر قدرة على الرؤيا والإدراك للالوان وقيمتها البعدية والدينماكية بينما عدسة الآلة محدودة القدرات مصنوعة من شرائح زجاجية يحدث فيها انحراف وتشويه بمعدل ونسب يمكن احتسابها رياضياً إضافة إلى أن قدرتها على تقدير حرارة الألوان تقريبية ويمكن القول إن الفرق هو ما يصنعه الفنان ومدى واحاطته بالمدركات الإبداعية والجمالية في أي عمل فني أين كان والطريقة والأسلوب الذي أخرج بها العمل الفني وهل يمكن للمتلقى أن يدرك ويلمس في اللوحة قيم جمالية تجعله يشعر بالمتعة عند مشاهدته للوحة ويلحظ براعة الفنان في ايقاض شعوره وانتباهه
خامساً: دلالة الألوان
نشاهد في اللوحة سيادة اللون الأخضر والذي يعتبر من الألوان الباردة وهو لون الأرض وهذا يدل على نمط العيش الجماعي في تلك القرى وان هذا المجتمع في مجموعة هو ; الذي أقام الحضارات وشيد البنيان فلا وجود للحضارة دون وجود مجتمع متماسك بينما نشاهد اللون البني الفاتح بتدرجاته قد ميز العشة وجعلها مركز الإهتمام وهذا اللون وهو لون تربة الأرض ولون العسف الذي تبنى منه العشة
سادساً: البناء الشكلي
تكرر العشش بشكل هندسي منظم أعطى العمل إيقاع ودينامكية وخلق نوع من الوحدة والانسجام والتوازن مما جعل مفردات اللوحة متماسكة ومترابطة بكل عناصرها شكلاً ومضموناً ولوناً وبناء.