تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » قراءة لجدارية الحرب والسلام،، الفن في زمن الحرب

قراءة لجدارية الحرب والسلام،، الفن في زمن الحرب

للكاتب أحمد هادي

احمد هادي
 

    قراءة لجدارية الحرب والسلام،، الفن في زمن الحرب للفنان ذي يزن العلوي

    منذو بداية وجود الإنسان وهو في حالة صراع، فقد بدأ صراعه مع الطبيعة من أجل البقاء في بداية الأمر، إلى أن تطورت قدراته في السيطرة والتغلب على الخوارق التي كانت تشكل مخاوف لديه ليدخل في مرحلة أخرى من الصراع، مع الذات الإنسانية وصدام الإنسان مع الإنسان. حتى نشأ نوع جديد من الصراع الحروب غير مكترث لما تخلفة الحروب من آثار سلبية مدمرة على المجتمعات

    وبما أن الفنانيين جزء من بنية المجتمع فإنهم يقوموا بالتعبير عن صور الصراع بأساليب متنوعة ومختلفة. وذلك نتجة لما يعانون من الآم نفيسة وروحية، فليس لديهم وسيلة غير الفن، الذي يجدونه المتنفس _الوحيد للتعبير عن مشاعرهم، وأحاسيسهم. كما أن أعمالهم أداة توثيق للتاريخ توثق فضاعات الحروب والصراعات ، المدمرة التي ترتكب.

    حيث المشاهد المؤلمة قد أصبحت جزء من حياتهم اليومية.. وعنصًرا بنيوياً في ما ينتج من فن وفكر وأدب التي صارت جزء من نسيج الواقع المتخيل لديهم.
    ولهذا فإن الفنان الحقيقي ما هو إلا مرآة عاكسة لمجتعه يعبر عن اللآمه ويتأثر بما يحصل حوله، وفي المحيط الذي يعيش فيه، ليس ذلك الذي يعيش في برج عاجي ولا يتفاعل بصدق مع واقعه، ولا يرى ما يحدث حوله، فمثل هؤلاء سرعان ما تموت أعمالهم ولا يكتب لها الباقى طويلاً.
    ومن الأعمال الفنية المميزة والتي تعتبر عمل ذو رؤية حداثية معاصرة

    جدارية الحرب والسلام

    حيث نشاهد أن الفنانان قد عبر عن فكرتهما من خلال استنطاق الألوان والأشكال، حيث يحتوى العمل على مجموعة من الأشكال التي تعبر عن معايشة الفنان للواقع وتفعاله معه فقد استخدم الفنانان الخطوط بشكل والتي لها رمزية ودلالات كثيرة بشكل متناغم ومتناسق ومنسجم فقد أبرزت حدود الأشكال وارتباطها وعلاقتها ببعضها البعض لتحقق من خلال ذلك حركة ديناميكية داخل العمل فاتجاه الخط يدل على قوة الحركة والاحساس بالنمو والارتفاع
    إضافة إلى أن الخطوط في قيمتها ودلالاتها جائت في إتجاهات متنوعة مشكلةٌ إيقاعًا حركياً متناسق داخل إطار العمل الفني بينما نلاحظ تشابك الأشكال والألوان بشكل منظم مما جعلها تتناثر لتولد عناصر أخرى تطفي على التكوين سرعة وحيوية لتظهر بعد ذلك القيم اللونية التي تفتح المجال أمام المشاهد لاستكشاف القوى الكامنة داخل إطار العمل

    الألوان ودلالاتها

    فقد عبر باللون الرمادي الذي يعد من الألوان المحايدة فلا هو أبيض ولا هو أسود بل هو ناتج عن دمجهما معاً حيث يرمز الرمادي في دلالاته على المأساة والهلع والخوف والإحباط بينما نشاهد في مركز ثقل العمل يقف رجل مرتدي زي يمني حيث يرمز زمان ومكان العمل وهويته بينما تقف إلى جانبه امرأتين إحداهن رافعة يديها وقد تميزت باللون الأبيض والذي يرمز إلى السلام والخير والحياة والتصالح وهذه الأنثى قد ترمز إلى الأم اليمن والتي انهكت بسبب الحرب والصراع الذي ترتب عليه آثار نفسية واقتصادية واجتماعية ومالية كبيرة، بينما تقف من الطرف الآخر على يمين العمل الفني امرأة أخرى ماسكة بيدها طفل تميز باللون الأحمر الذي يرمز إلى الخطر والدم وهي تحاول أن تنقذه من أن يصبح من ضمن ضحايا الحرب الذين تحولوا إلى مجرد أرقام ولم يعد أحدا يبكي على أحد كما يقول البردوني في آحدى قصائده كما نشاهد أيضاً تكرار الشكل الأحمر الذي يرمز لعدد ضحايا الصراع والذي سقطوا نتيجة الحرب الطاحنة حيث أصبحوا مجرد أرقام وهذا يعبر عن عمق المأساة التي وصل إليها واقع الشعب اليمني أضف إلى ذلك نشاهد إحاطة المشهد بخطوط شائكة ترمز إلى الحصار المطبق على الإنسان اليمني، الذي تسقط عليه القذائف والصواريخ من السماء ومن الأرض.