تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » مريم المجدلية

مريم المجدلية

جورج دي لاتور ( 1593 – 1652 )
وقد عرف أيضا بملك ضوء الشموع، لأن الشموع تلعب دورا كبيرا في الإضاءة في كثير من لوحاته.
شخصية مريم المجدلية باختصار هي امرأة كانت خاطئة في زمن المسيح عليه السلام ولكنها آمنت بالمسيح وصبحت من أتباعه وتابت عن ارتكاب المعاصي.

وفي اللوحة تجلس مريم المجدلية في وضع جانبي تضع جمجمة علي حجرها ويداها متشابكة فوقها (الجمجمة رمز الموت ودائما ترسم مع مريم المجدلية) وأمامها شمعة منعكسة علي سطح مرآة ( المرآة رمز الغرور ) ونلاحظ أن مريم تنظر إلي المرآه من علو ولا تنظر اليها …وكأنها استعلت علي الدنيا وزخارفها.

مريم المجدلية

أما ما ينعكس علي المرآه هو الشمعة رمز الطهر والنقاء الروحي، وتركت أيضا المجدلية حليها “العقد اللؤلؤي والأقراط و الأسورة” الواقعين علي الأرض تحت قدميها، أما عن براعة الفنان فنلاحظ روعة انعكاس الضوء علي الجزء العلوي للفتاة ليبرز جمال ونقاء الوجه والبشرة ..وجمال القميص الأبيض الحريري والانتقال المفاجئ من اللون الأحمر للجونلة إلي الأسود في الظل وروعة لهب الشمعة وانعكاسها.. وجمال الإطار الذهبي للمرآة وتلاعب الوهج عليه والبراعة في رسم العقد وأصابع الفتاة المتشابكة.

ينقسم الفنانين علي مدي تاريخ الفن إلي قسمين قسم نهاري ( يفضلون رسم لوحاتهم بضوء النهار وتري الشمس ساطعة في لوحاتهم ) والقسم الآخر يفضل رسم الليل، ويعتبر الفنان لاتور من الرسامين الليليين بامتياز، (ولأن الليل هو فترة السكون.. فقد فضله المتصوفون المسلمون بالأندلس علي النهار .. واعتبروه فترة التعبد والوصل بالله).
وانتقلت هذه النزعة الصوفية إلي أوروبا في العصور الوسطي، واتخذه رسامنا المتصوف زمناً لرسم أعماله الدينية الرمزية بالإضافة إلى الشمعة والتي تعتبر رمزا للنقاء الروحي والنفس الطاهرة.

الوسوم: