محمد عبده الشجاع
منذ أن هاجر الفنان اليمني الشاب ردفان المحمدي إلى أمريكا قبل أقل من عام بعد سنوات من الابداع في القاهرة عقب الأحداث التي دارت خلال السنوات الماضية، استقر المحمدي في مدينة نيويورك في الولايات المتحدة الأمريكية وفي فترة وجيزة أثبت روحه وشغفه وابداعه من خلال أعمال فنية خالدة ليكن واحد من أهم الطيور المهاجرة إن صح التعبير ممن أثبتوا حضورهم في فترة وجيزة في حراك فني لا يقبل الكسل ولا التأني.
المحمدي يثبت يوما بعد آخر أن الفن ليس له لون محدد ولا زمان ولا مكان ومثلما كان في القاهرة يقيم الفعاليات والمعارض والورش وصل أمريكا ومنذ اللحظة الأولى واصل ابداعه بواقعية خيالية سحرية وفنتازيا قائمة على الدهشة والحضور ورسم أكثر الأماكن عطاء ولفتا للأنظار بروح فنان موهوب يخلق من أبسط الأفكار عملا متكاملا فيه روحه وفنه ووطنه وجمهوره وبيئته وتاريخه، بل أنه يعيد انتاج البهجة التي تنعكس على الوجوه وفي وسائل التواصل بعد أن أفقدت الحرب كل مظاهر الفرح والحياة الطبيعية.
موقع “يمن المستقبل” رصد العديد من الفعاليات وورش العمل والمعارض التي لا أقول كانت خاصة بالفنان وإنما كان محركها الأول إلى جانب مجموعة من الفنانين إعدادا وفكرا وتنفيذًا، ومن يعرف ردفان عن قرب سيدرك مدى شغفه وروحه المرحة وعلاقاته الواسعة، وقد ظهر في لوحته الأخيرة وكأنه حمل على عاتقه وجه اليمن الذي يجب أن يكون الماء والبساط الأخضر والمعمار السهل والوادي والجبل، والأهم من ذلك الانسان الذي يجب أن يكون عليه اليمن في داخل الوطن وخارجه انسان السلام والمحبة.
ردفان الذي صنع وطنا في مدينة تعز وطن من الفن والابداع والخيال قبل أن يعززه في صنعاء من خلال عمل مؤسسة خاصة بصناعة الفنانين وتعليم المواهب ودعمهم حتى انتقل إلى القاهرة حاملا معه نفس العبء ونفس الشغف والرؤى والأفكار وكأنه يؤدي دورا انسانيا خالصا قبل أن يكون ربحيا او ما شابه. إضافة إلى الرسالة التي تحملها كل لحظة وكل لوحة وكل ظهور يطل من خلاله ردفان، في اصرار عجيب لا يعرف معنى الاستسلام أو الفتور.
الحديث عن ردفان أو الكتابة عن مسيرته وهو في هذا العمر، وهو الواقعي جدا والساحر في لوحاته ورسوماته، يطول ويحتاج إلى تفاصيل واسعة، ربما ليس من المبالغة أن لكل مرحلة حكاياتها وقصصه مع هذا المبدع ولكل لوحة أيضا قصتها ولعل آخر القصص لوحة “وادي بنا” التي جاءت بمثابة التحدي، لتثبت إلى أي مدى أن ردفان روح تمشي على الأرض حاملة الجمال والابداع والحضور والرسائل السامية ولغة بصرية تتجاوز كل لغات العنف والدمار والخراب التي يرسمها تجار الحروب كل يوم وسمسارة الموت وعرابي المشاريع الصغير.
المحمدي إلى جانب تمكنه من موهبة الرسم، فهو ذكي في اختيار الافكار واقتحام الأماكن والدخول إلى عالم واسع مليء بالتفاصيل الدقيقة والنمنمات والفسيفساء المذهلة، إضافة إلى ثقافته الواسعة ومعرفته بأصول الرسم والفنون بكل أشكالها، ناهيك عن ابتسامته الحاضرة وعلاقته الطيبة وحديثه الجميل.
اللوحة بدأت يوم الاثنين في 1 ديسمبر 2025م وستستمر حتى 15 من نفس الشهر بـ 1 دولار وصلت بعد خمسة أيام من العرض والمزاد العلني بحسب الفنان ردفان لـ6,000 دولار، اسم اللوحة “وادي بنا – ذاكرة الماء والطبيعة”
التالي: قصة اللوحة كما حكاها أو نشرها الفنان المحمدي على صفحته في فيس بوك والتي يقول فيها:
أحيانًا تأتي المواقف بشكل غير متوقع، طلب مني أحد العملاء لوحة كبيرة، دفع عربوناً كي ابدأ بتنفيذها، بعد أن اقترحت عليه مشهد لوادي بنا، بدأتُ فعليًا في شراء الأدوات وتجهيز العمل بروح مُتحمّسة حسب المقاس المتفق عليه، لكنه عاد ليخبرني بعد أيام بأنه لم يعد بحاجة إلى هذه اللوحة وقدم لي أسبابه مبديًا استعداده لتحمّل أي غرامة، لكن الحقيقة أن أثر هذا القرار المفاجئ كان أكبر من مجرد تفاصيل مادية.
في البداية شعرت بالانزعاج، ليس لأن الطلب أُلغي، بل لأنني كنت قد بدأت أضع جزءًا من روحي على هذه اللوحة التي لا يجب أن تلغى لأي سبب وتحت أي ظرف.
إحساساً ما في داخلي قال لي: أكمل اللوحة.. ارسمها لنفسك.. واجعلها عنوانك الخاص.. صورتك الرمزية.
قررت أن أجعل من هذا الانسحاب بداية جديدة، وأن أرسم اللوحة بحب أكبر، لوحة أهديها لوادي “بنا” الساحر، ذلك المكان الذي حملته الأغنية الخالدة “خطر غصن القنا” إلى وجدان كل يمني، الوادي الذي تحلم كل أسرة بزيارته والإصغاء لهدير شلاله وأصوات عصافيره ومداعبة تربته وأشجاره.
واليوم، بعد أن اكتملت، لم تعد مجرد لوحة، أصبحت ذكرى، وحنين، أدركت أنها قابلة للحياة في أي جدار ومن حق أي شخص أن يمتلكها ويضمها لأسرته أو عالمه كقطعة من الوطن الذي نعشقه ونحبه.
“وادي بنا”.. اللوحة التي تمتلك قصة غريبة، قصة حنين، قصة أغنية ولحن، قصة اغتراب عن الفن والوطن، وفوق كل ذلك هي قصة فنان غادر لا ليغترب، بل ليخبر العالم أن اليمن تاريخ وحضارة، ويسرد لأبراج نيويورك حكايات وادي بنا، وينقش الحناء على كف تمثال الحرية، ويترك لهوليود قصة اليمني الذي ينمو في أي مكان ليشير إلى تربته الأولى وسمائه المقدسة، ولهذا — وبمشاعر كبيرة — أعرضها لكم في مزاد علني لمن يود اقتناء عمل وُلِد من موقف، ونما بشغف، وأكتمل بحب.
الفنان عرض اللوحة للمزاد العلني المفتوح الذي بدأ من يوم الاثنين الموافق 1ديسمبر والذي سينتهي في 15 ديسمبر 2025.
مواصفات اللوحة:
– العنوان: وادي بنا ذاكرة الماء والطبيعة.
– المقاس: 325×160 cm.
– الخامة: ألوان أكريليك على قماش ثقيل نوعية عالية الجودة.
– سنة الإنتاج 2025.
– لوحة أصلية لا تتكرر.
سيحصل المقتني على شهادة أصالة للوحة من: Dimah Art
سيتم توصيل العمل لمن سيقتنيها لأي مكان في العالم
يبدأ المزاد الآن: ب 1دولار
الصورة الأصلية لوادي بنا بعدسة – حسن العمري.
نقلا عن موقع “يمن المستقبل”
