تخطى إلى المحتوى
الرئيسية » اتـصال الـذاكـرة

اتـصال الـذاكـرة

بالإضافة إلى سرياليته، ونرجسيته كان (سلفادور دالي 1904م – 1989م) فناناً بارعاً متعدد المواهب، يرسم، وينحت، ويحفر… إلخ، وكان ذكر اسمه أو توقيعه يُنعش السوق والطلب على السلع التي يعمل على الدعاية لها.

من أشهر أعماله لوحته اتصال الذاكرة 1931م، وبدأ رسمها بمنظر طبيعي لساحل البحر في مقاطعة كاتالونيا، ثم ضمّنها مشاهد لثلاث ساعات جيب منصهرة، وعلى إحداها ذبابة، وساعة رابعة يفترسها النمل. وفي وسط اللوحة وتحت إحدى الساعات المذابة يظهر معصم يد على هيئة وجه بشري مشوّه، ولعله يريد التعبير عن أن الزمن أقل صلابة مما يفترضه الناس عادة، وكان الفنان الإسباني قد رسم هذه اللوحة إثر حلم رآه بعد تناول عشاء من الجبنة الطرية، ولذا تبدو الساعة طرية لدرجة الذوبان، ومنذ نهاية ثلاثينات القرن الماضي أصبحت اللوحة جزءاً من الثقافة الشعبية الأوروبية والغربية، وتم توظيفها في العديد من الأعمال الأدبية والمسرحية والسينمائية والإعلانية.

تعتبر لوحة أتصال الذاكرة او إصرار الذاكرة مع ساعاتها الأيقونية الذائبة، والتي هي أكثر لوحات (دالي) شهرة، أيقونة للسريالية وواحدة من أكثر القطع الفنية شهرة في القرن العشرين. بينما لا يمكننا أن نعرف بطريقة مؤكدة المعنى و التأويل أو التحليل الحقيقي الذي قصده (دالي) في لوحته، إلا أنه من المرجح أن (دالي) نفسه قد أدرك وطور من درجات اختلاف المعنى التاريخي والفني والإجتماعي والذاتي الذي يرمز له لوحته. فالمعنى الحقيقي للوحة “إصرار الذاكرة” هو على الأرجح مجموع كل هذه المعاني.

الوسوم: