تقمّص المطرب الكويتي ناصر المانع روح الفنان الكبير الراحل أبوبكر سالم، وذلك في إحدى حلقات برنامج تقليد المشاهير «نقدر نقلدك»، الذي يبثّ بتقنية برودكاست على موقع يوتيوب.
ولم يتوقف تأثّر المانع بالقامة الفنية؛ (أبو الغناء الخليجي) أبوبكر سالم عند حد تقديم أغنياته، سواء بشكلها الأصلي أو بتحديثها، ومنها أغنيات مثل يا سمار، ويا زارعين العنب، وغيرها الكثير، لكن ذلك التأثر امتد إلى تقليد صوته وحركاته، بل وتقمص روحه والتحدث عن نفسه في استحضار لروح وذكرى الفنان القدير الراحل.
وخلال البرنامج أجاب المانع بالنيابة عن سالم، وبنبرة قريبة إلى حد كبير من صوته وطريقة حديثه، عن بداياته الفنية، ومن أبرزها أغنية «يا ورد محلى جمالك بين الورود»، التي توالت بعدها مسيرة فنية حافلة للفنان الراحل.
وفي سؤال حول مكانة الكويت لدى الفنان اليمني الراحل، قال مستشهدا بأبيات شعرية: «إنني عاجز عن التعبير لمكانة الكويت في قلبي.. وما هو مستبعد عن حبنا للكويت.. فعند زعلي أجي للكويت.. وفي فرحي أجي للكويت.. الكويت عزّي ومقداري.. ومنها ابتديت.. فني دليلي.. الفن في أهلها والذوق في كل بيت.. سالكم الله ودّوني عالكويت»، وهي الكلمات التي تغنى بها سالم في حفل الكويت، قبل وفاته وعيونه دامعة.
وحول تصوير أغنية «تسلى يا قليبي»، أجاب المانع بالنيابة عن سالم: «تم تصوير الأغنية عام 1968 في تلفزيون الكويت»، ثم قام بأداء جزء منها مصحوبا بالعزف على العود، عائدا بالمشاهدين إلى زمن الفن الأصيل وروحه العبقة.
وتخلل البرنامج فقرات تمثيلية، قام فيها المانع بتقليد سالم في فيديو كليب «تسلى يا قليبي»، وتم تصويرها بالأبيض والأسود ارتدى خلالها المانع ملابس شبيهة بأزياء سالم، وفي استديو مقارب لشكل تصوير الفيديو كليب الأصلي».
وتطرّق الحوار إلى الفن الحضرمي والعدني والأغنية الصنعانية، وتأثير تلك الألوان الفنية في تشكيل ذائقة الفن العربي بالعصر الحديث، والتي كان سالم أحد أهم روادها، حتى تم تلقيبه بـ «أبو الغناء الخليجي»، نظرا لتأثيره على ملامح وأصداء الأغنية الخليجية، ورغم رحيله عام 2017 عن عمر 78 عاما، فإن أثره وتراثه الفني لا يزالان باقيين في ذاكرة الفن العربي، وقلوب متذوقي الفن الأصيل.
ويعد الفنان ناصر المانع من أكثر مطربي جيله تأثرا بمسيرة الفنان الراحل والفن العدني الذي يتميز بألحانه البسيطة ودقّة الكلام وجمالياته. كما بدأ غناء أعمال الفنان أبوبكر سالم قبل 18 عاما، وحاول التعاون معه قبل وفاته، لكن التعاون لم يكتمل، ونظرا لعشقه أعمال المطرب العلامة، فقد حصل على موافقة من أحد أبنائه، (أحمد) لتطوير أعمال والده التي مرّ عليها أكثر من 30 عاما، وسيتم خلال الفترة المقبلة طرح مجموعة من تلك الأعمال.